في ذكراك أيها الشهم/أبو ثابت

في أواسط السبعينيات كنت أعمل في دار الرواد للطباعة والنشر والتوزيع بغداد شارع الرشيد -سيد سلطان علي ،في فترة الاستراحة من عناء التعب المتواصل من الثانية فجرا وحتى الثامنة مساءًكنت واقف امام الدار لأخذ فترة من الراحة ومستمتعا بمشاهدة المارة وحركة السيارات حينها رأيت من بعيد رجلا وقورا يحمل على أكتافه تلفازا ثقيلا بحجم أكثر من نصف متر مكعب وهو منهمك ومسرعا باتجاه الدار وقبل خمسون مترا عرفته وغير مصدق عيني هذا هو البطل الذي قارع كل الانظمة المستبدة منذ الثلاثينيات في العراق وأسرعت باتجاهه لغرض مساعدته وانا بكامل طاقتي إلا انه رفض اعطائي التلفزيون واسرع باتجاه الدار وانا خلفه ،وضع الجهاز المعطوب على الارض وقال (بعدني بياً حيل ) وقال ساعدني بايجاد مصلح للتلفزيون العاطل يوميا .
أنقهرت كثيرا لعدم تمكني من مساعدته لكن شاء الاقدار وبعد فترة من الزمن حضر هو شخصيا الى الدار وبيده نسخة من كتابه الجديد رواية (أيام صعبة ) وقال اريدكم ان توزعها باهتمام حينها قلت له من هذا العين الى هذا العين وفيما بعد إستلمنا الالاف من النسخ ووزعناها على أكتافنا في بغداد وارسلناها الى المحافظات وخارج العراق ،
تحية لك أيها الصنديد والبطل الاستاذ بهاء الدين نوري ولروحك السلام والطمأنينة .
أبو ثابت
3/12/2020
Leave A Comment