نحن أبناء الجن وقانون (المس) /سربست بامرني

امام البرلمان العراقي مشروع قانون للجرائم المعلوماتية ينص في احدى فقراته والعهدة على الراوي على الحكم بالسجن المؤبد لمن يمس استقلال البلاد ووحدتها وامنها ومصالحها الاقتصادية والعسكرية والسياسية……الخ واترك للقارئ الكريم تقييم ( من يمس) و( استقلال البلاد ـ الضيعة الإيرانية) و( وحدتها الممزقة) و( امنها الذي تتحكم فيه عشرات المليشيات) ومصالحها الاقتصادية…… والفساد ينخر في جسد الدولة المهترئ)
ما اريد الوصول اليه هو اين وحدة البلاد المزعومة هذه؟ ودعك يا عزيزي القارئ من دوخة الرأس الكوردستانية وحق الشعب الكوردي في العيش بحرية وكرامة اسوة بشعوب العالم واممه، فنحن الكورد أبناء الجان والمردة واحفاد صعصعة بن مرد اخر من يحق لهم التدخل في الشأن العراقي ومحكومون بالسجن المؤبد بالولادة اذ يكفي ان تكون من احفاد هذا الجني الرهيب لكي تحرم من كل حقوقك الإنسانية وتكون انفصاليا ومخربا وخائنا وعميلا صهيونيا …..الخ سواء قمت كمواطن كوردي ب( مس ) هذه ( الوحدة ) المزعومة ام لا ورغم اننا نحن أبناء الجن لنا قومية متميزة ولغة خاصة وثقافة أخرى وعلاقات اجتماعية جنييه لا يعرفها الانس .
السؤال المحير هو ما بال الاخوة السادة العرب أبناء عدنان وقحطان لا يتفقون فيما بينهم فمنذ تأسيس الدولة العراقية الفاشلة والسنة العرب يضطهدون الشيعة العرب وما أكثر الأمثلة عن هذا الاضطهاد اقلها ما حدث خلال الانتفاضة الشعبانية واغراق ساحات الصحن الحيدري وغيره بالدماء وبعد ان استلم الشيعة العرب السلطة بعيد سقوط النظام الدكتاتوري ردوا الصاع صاعين ولم يقصروا في جعل البلاد جحيما حقيقيا للسنة العرب وصلت الى حد إبادة الجنس وأيضا ما أكثر الأمثلة على ذلك.
حسنا أيها الاخوة السادة العرب إذا كنتم لا تستطيعون العيش معا دون قتل ومجازر فلماذا تجبروننا نحن أبناء الجن على العيش معكم اليس في هذا معارضة صريحة لدين الله عزوجل الذي خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا لنتقاتل، اليس هذا منتهى الظلم والاجحاف والتنكر لحقوق الانسان وحرياته الأساسية وفق كل العهود والمواثيق المتعلقة بحقوق الانسان.
أخيرا عن أي وحدة يتكلم مشروع قرار البرلمان العتيد إذا كان العراق الحالي عمليا مقسما على ارض الواقع بين المكونات الثلاث، الم يكن من الأفضل والاجدى ان يتفرغ كل مكون لبناء حياته ومستقبل أبنائه وفق مصالحه الأساسية وينعم بالأمن والاستقرار وحسن الجوار مع البقية
مشروع قرار ( المس بالوحدة الوطنية) موجه أساسا ضد شعب كوردستان وحقوقه القومية ولا يحتاج كما يقول المثل العراقي الى (روحة للقاضي) ويتعارض أيضا مع مصالح عرب العراق وكان من الأفضل للمشرع ان يملك القدر الكافي من الشجاعة للاعتراف بحق كل مكون في الاستقلال وكان من الممكن لمثل هكذا تشريع انساني ديموقراطي تقدمي ان يعزز من الوحدة والاتحاد الاختياري الطوعي لمكونات العراق وليس قانون (المس ) المتخلف والمعبر عن اهداف ومصالح الاستعمار الاستيطاني الذي عاجلا ام اجلا سيلفظ أنفاسه الأخيرة الى جهنم وبئس المصير.
بالمناسبة سأكون شاكرا لطف المسؤولين في قضاء عفك لحجز مكان لي في سجنها لقضاء عقوبة السجن المؤبد فقد كان اهاليها عنوانا للطيبة والكرم والعلاقات الإنسانية عندما كنت منفيا هناك عام 1975 ـ 1976 ….مع أحر التحيات .
Leave A Comment