نبذة مختصرة جداً عن تاريخ تطوّر الأديان والمعتقدات في غرب آسيا / مهدي كاكەيي
لِنبدأ من العصر السومري والإيلامي والخوري، حيث كان الناس في بلاد ميزوپوتاميا حينذاك يعبدون الأشياء والظواهر الطبيعية كالشمس والقمر والأمطار والرياح والنجوم وغيرها ولكن كانت الشمس هي الإله الأعلى لديهم وبقية الآلهة كانت تتبع إله الشمس. يمكن مقارنة الديانة اليزدانية بالأديان الإبراهيمية الحالية، حيث أنّ إله الشمس يُمثّل (الخالق) وأنّ بقية المعبودات تُمثل الملائكة. تُعتبر هذه الفترة التاريخية بداية ظهور الديانة الشمسانية اليزدانية. بعد ذلك في العصر الميتاني في حوالي سنة 1400 قبل الميلاد، أخذ الناس يعتنقون الدين الميثرائي الذي هو فرع للديانة اليزدانية أو إمتداد لها، حيث أنه أخذ الكثير من المعتقدات الشمسانية. أصبحت الميثرائية دين الأقوام الآرية وبقوا يعبدون الشمس، كما في اليزدانية. تفرعت الميثرائية الى فروع عديدة، مثل الهندوسية وأنّ البوذية إنشقّت عن الهندوسية وبوذا أوجد الديانة البوذية. عند ظهور الديانة المسيحية، إنسلخت الكثير من الأقوام الآرية عن الديانة الميثرائية وإعتنقت المسيحية. أما الأقوام السامية، فكانت تعبد الأصنام، الى أن ظهرت اليهودية ومن ثمّ الإسلام، فقاموا بإعتناق هاتين الديانتَين.
إعتنق الكورد الديانة اليزدانية التي إستمرت معهم في العهد الميدي وكانت الدين الرسمي للإمبراطورية الميدية. زردشت إنشقّ عن الدين اليزداني وأوجد الديانة الزردشتية. بعد أن أسقط الفُرس الأخمينيون الإمبراطورية الميدية وأسسوا المملكة الأخمينية، إستمرت اليزدانية كدين رسمي لهذه المملكة الى أن تسلّم الحُكم ثالث حُكّام المملكة الأخمينية، دارا الأول، فتبنّى الدين الزردشتي وجعله الدين الرسمي للبلاد. بسبب إنعزال الأقوام الكوردية عن بعضها وبسبب تباعدها عن البعض، بعد ذلك تفرعت الديانة اليزدانية الى ثلاث فروع رئيسية وهي الإيزيدية والهلاوية (العلوية) واليارسانية. الشبك والدروز أيضاً هما فرعان من الديانة اليزدانية. بسبب إنتقال الدروز الى سوريا ولبنان الحاليتَين، وعيشهم تحت هيمنة اللغة والثقافة العربية، إنسلخوا عن القومية الكوردية، رغم إعتراف قسم منهم بأصلهم الكوردي.


Leave A Comment