اربيل وبغداد ومرحلة جديدة/سربست بامرني
المحادثات والاتصالات المستمرة بين اربيل وبغداد تدعو الى تفاؤل الشارع
الكوردستاني وتاييده لجهود القيادة الكوردستانية ومبادراتها لاعادة بناء
جسور الثقة بين الطرفين وطي صفحة الماضي بما فيها من عدوان واعتداءات لا
دستورية صارخة وتنكر لحقوقه الديموقراطية.
ان نجاح عملية المصالحة الوطنية هذه يتطلب خطوات حازمة شجاعة من قبل
الحكومة الاتحادية اساسا وفي مقدمتها ايقاف المحاولات الرامية لتقزيم
واختصار المسألة الوطنية الكوردستانية في تفصيل معين بالذات كالميزانية او
عدد براميل النفط المستخرجة او فتح نقاط حدودية مشتركة …….الخ وانما
يجب ان تكون هذه الخطوات لصالح بناء شراكة حقيقية في الوطن على اساس
الاحترام الكامل لحقوق شعب كوردستان ومساهمته في صنع القرار الوطني
المركزي.
ما سبق يعني اساسا وكبادرة لحسن النية، الايقاف الفوري للحملات العنصرية
الفاشية الجارية على قدم وساق في كركوك والمناطق الكوردستانية المستقطعة
لتغيير الواقع القومي وصرف ميزانية السنوات الاربعة التي حرمت منها
كوردستان وتسببت في خلق العديد من المشاكل للمواطنين وضرورة ووجوب تحمل
السلطة الاتحادية اعباء الالتزامات المالية الضخمة (او على الاقل الجزء
الكبير منها) التي تحملتها حكومة الاقليم بسبب وجود قرابة المليونين لاجيء
من داخل العراق او من دول الجوار في كوردستان، ناهيك عن نفقات الحرب
الباهضة ضد عصابات الارهاب والتضحيات الكبيرة التي قدمها شعب كوردستان
وقوات الپێشمهرگة الباسلة لدحرها.
الكرة الان في ملعب الحكومة الاتحادية ومؤسساتها وهي فرصة سانحة ان لم
تكن الاخيرة لاعادة ترتيب اوضاع البيت العراقي وفقا للدستور وبما يضمن
الامن والاستقرار والسلم الاجتماعي، فلا الشارع الكوردستاني يقبل باقل من
الشراكة الحقيقية والمساواة التامة في الحقوق والواجبات ولا العراق ككل (في
هذه الظروف التي تمر بها المنطقة) قادر على تحمل النتائج الوخيمة للسياسات
العنصرية السابقة ضد شعب كوردستان.
انها حقا لمرحلة جديدة وحاسمة ولم يعد من الممكن تجاهل حقوق شعب
كوردستان الذي تبذل قيادته السياسية جهودا صادقة لمصالحة وطنية شاملة ومالم
يتلق شعب كوردستان ردودا ومواقف ايجابية فلن يلومه احد على اتخاذ
الاجراءات التي تتلائم وتتفق مع مصالحه الوطنية ومستقبل ابنائه خاصة
والمنطقة تدخل منعطفا تأريخيا سيشهد الكثير من التغييرات الجذرية وعلى
المدى القريب.
Leave A Comment