في الذكرى السنوية 35 لرحيل الأستاذ المرحوم حيدر نزام/
والذي أصبحنا فيه على فاجعة أدمت قلوب أهل منطقتنا وأصدقائنا في قضاء
الشيخان من دياناتتها الثلاثة وقومياتها المختلفة . كما صدمت عائلتنا
المتواضعة آل نزام االكندالي حيث القي القبض على الشاب الأستاذ حيدر نزام
المدرس في ثانوية عيسفني حينها . وهو في بداية عقده الرابع صباح اليوم
المذكور وفي حوالي الساعة العاشرة صباحا امتدت اليه يد الغدر والخيانة
ليساق كغيره من الأبرياء الى سجون النظام البائد السيء الصيت ويقضى آخر
أيام شبابه وينهي أحلامه . حيدر أسماعيل نزام قبل أن يكون أيزيدياً كان
أبناً وصديقاً لكافة أبناء منطقته حيث كان يتمتع بعلاقات أجتماعية واسعة
مع مختلف الطوائف والأديان وكان شابا طموحا يتطلع الى الحياةالسعيدة بمنتهى
الهدوء والأنسانية وكان أيضاً يمتلك روحا حضارياً ومسعاً للتعايش السلمي
وارثاً من عائلتنا القديمة في المنطقة . كما كرس المرحوم حياته القصيرة
البسيطة لأجل النهوض بأبناء جلدته وذلك من خلال كتاباته ونشاطاته المتميزة .
كان المرحوم من جيل السبعينات في القرن الماضي في جامعة بغداد وكان من
أوائل من أسس نواة المراكز الثقافية والأجتماعية الأيزيدية مع مجموعة من
زملائه الطلبة ورجال الأعمال وأصحاب المهن في العاصمة بغداد خلال السفرات
الطلابية واللقاءات العائلية ناهيك عن نشاطاته الأجتماعية ضمن الرقعة
الجغرافية لمنطقتنا في قضاء الشيخان من خلال مشاركاته معهم افراحهم
واحزانهم . إلا أن ما أثر عليهِ وتأثر به كثيرا وزاد من أمتعاضه ورفضه
تصرفات وجرائم النظام المقبور في منتصف سبعينات القرن الماضي هي عملية
تعريب القرى الأيزيدية والمسلمة في قضاء الشيخان وتوابعها ومنها قريته
*كندالي* التي ترعرع فيها وتم أسكانهم في مجمعات قسرية الهدف منها تقويض
نشاطهم ومنح ممتلكاته الى العشائرالعربية بذريعة مشاركتهم في الحركة
التحررية الكردية والتي أمتدت الى حيث سقوط النظام في العام 2003 .وبعدها
أقحام العراق في حربه مع النظام الأيراني حيث فقد المرحوم شقيقه الأستاذ
غانم أسماعيل نزام الذي أستشهد قبل ثلاثة أشهر من القبض عليه . وكان له
الأثر البالغ على نفسه كما ذكرت وكان أحد أسباب القبض عليه حيث تهجم على
النظام وكان المرحوم غانم صديقاً ورفيقاً لدراسته منذ نعومة أظافره.علما أن
أستشهاد شقيقه غانم كان سهواً حيث أستشهد مع العشرات من أمثاله المدرسين
نتيجة خطأ أداري أرتكبته حكومة االنظام السابق. وبعدها بدأ المرحوم معارضته
العلنية ضد النظام وتوسعت نشاطاته السياسسية والفكرية الى حين القبض علية
واسكات صوته الشجي وكسر شجاعتة الفائقة وارادته الحديدية . ليس لشيء اِلى
لجرد المنطقة من معارضي النظام والقضاء على المثقفين والسياسيين. واستمرت
سياسة النظام الحمقاء حتى بعد رحيل الدكتاتور المقبور وبدأوا بتنفيذ
اجنداتهم ومآربهم البغيضة تمهيدا لتطبيق حملته السيئة السيط ( الحملة
الايمانية ) والتي أستمرت هذه الحملة وأدت الى ابادة اهلنا في سنجار في
3.أب.2014 بأيدي ازلامه الوهابية والسلفيين حيث قتل الالف من النساء
والاطفال وسبي البنات اضافة الى خطف العديد من العوائل وجرائم معلنة
ارتكبوها في وضح النهار ضد ابنائنا الابرياء. فادعوك يا عزيزي ان تستقر في
مثواك وتستمر في خفوتك يا أبا (اردشير) . كما يأسفني ان أرى نشاطك وارادتك
وحماسك قد ذهبت سُداً. لان من استطاع ان يغتالك قد أوصى احفاده وازلامه ان
يقتل أخوتك وابناء دينك ليس لسبب ما اِلا لأانهم يعبدون (خودى) ولا يعبدون
إلاههم اللأسود الذي يشاركهم ويبارك لهم قتلهم وذبحهم للابرياء .وها هم
ابنائك اليوم مشردون مهجرون يتسولون في اسقاع الارض ولم يبقى منهم الا
القلة القليلة الذي لم يجدو لقمة العيش وراحت البال . فقط ينتظرون دورهم في
الهجرة من مخيماتهم الممزقة ويتركون أرض ابائهم قبل ان تمد لهم اياديهم
القذرة كما امتدت الى هامتك وكسروا عنفوانك .وختاما أتضرع الى الباري عز
وجل ان يرحم شهدائنا ويعجل الفَرَج عن بناتنا وشبابنا وشكري وأمتناني الى
أصدقائه الكرام المحترمون الذي وقفوا مع عائلته وأوفوا بوعودهم والحفاظ
على صداقته لهم . وجعلوا من دمه الطاهر ان يسطف مع دماء شهداء الارض والوطن
وشهداء كردستان كما وصفه الاخ الكاتب القدير الدكتور خليل شيخ جندي بشهيد
كلمة الحق حينما اهدى له كتابه القيم (نحو معرفة حقيقة الديانة الايزيدية)
وشكري الخاص الى كل من الأخ الدكتور بير ممو بير عثمان والاخ المحامي عيدو
بابا شيخ لموقفهم تجاه عائلته والى جميع اصدقائه وزملائه الطيبين .غازي نزام
اوكسبورك
28.7.2017
Leave A Comment