الذكرى ال(46) لمعركة (باعدرێ) ـــــــ چیاي تیمور عبدال ـــ
في مثل هذا الليلة وقبل (46 )سنة جرت معركة تحرير (باعدرێ )المؤلمة والتي على اثرها أستشهد ثلاثة من البيشمركة الأبطال في قوة شيخان وهم، والدي الشهيد (تيمور عبدال الشيخكي) آمر البتاليون الرابع والشهيد (عزيز علي شهي )والشهيد (عيسى الباني)، ويبدوا إن القوة المحتلة للقصبة والتي كانت تتكون من الجيش العراقي وأنصار الحزب الشيوعي،كانت متحصنة بالقصور والبنايات المرتفعة من علی رابیة بشكل جيد، وكانت على علم مسبق بالهجوم، وكما ذكر البيشمركة المرحوم (يوسف التورك )-وكان من أهالي دياربكر وترك دراسته ليلتحق بثورة أيلول- في كتابه (البيشمركة العابر للحدود) إن الأتحاد السوفيتي كان قد جهز الجيش العراقي بالناظورات الليلة المتطورة، وأنصار الحزب الشيوعي الذين بتأثير الاتحاد السوفيتي كانوا انتقلوا من صفوف الثورة والتحقوا بقوات النظام، كانوا على دراية تامة بذهنية البيشمركة وأساليبهم القتالية، وكذلك بتضاريس المنطقة، تقدم البيشمركة الى مسافة أمتار قليلة من مقر القوة المحتلة، والتي كانت في أحد قصور أمراء (باعدرئ) وعلى رابية عالية، متسللين من بين حقول الحنطة والشعير، وكان الخطة تقتضي أن يبدأ الهجوم عندما يطلق آمر القوة المهاجمة (تيمور عبدال) أولى الاطلاقات تجاه مواقع قوات العدو، وقبل ذلك وفجأة أطلقت رشقات نارية من أعلى القصر بأتجاه المهاجمين، وأصابت أحداها أبي في كتفه من الاعلى واخترقت رئتيه وخرجت من ظهره من الجهة المعاكسة، وعندها اخلته مجموعة من البيشمركة الى الخلف، أمر بمواصلة القتال، وعدم اخبار البيشمركة باصابته لكي لا تؤثر سلبا على معنوياتهم، و واصل البيشمركة الهجوم، و تقدمهم البيشمركة البطلين (عيسى باني) و (عزيز شهي)، الذين استشهدا وهم على بوابة القصر ، والجرح الذي أصاب والدي كان نافذا وغدارآ ،ولم يكن مع قوة البيشمركة طبيب ولا مستلزمات طبية ولا وسائل نقل،وأضطر رفاقه الى الذهاب الى القرى الايزدية المجاورة وجلبوا دابة، وخلال فترة جلب الدابة، ذكر مرافقوه إنه كان يردد إحدى الأغاني الملحمية الكوردية،وعندما وضع على ظهر البغل ساءت حالته للغاية حيث استنزفت الكثير من دماءه، وقال سأموت وألتحق برفاقي الشهداء، وأوصى بوصيتين لرفاقه، الاولى االعودة مرة ثانية لتحرير القصبة والانتقام من العدو، والوصية الثانية لرفاقه كانت الاهتمام بي كأكبر أبناءه، الوصية الاولى تحققت فبعد مراسيم العزاء بأسابيع قليلة أعد العدة للثأر وهوجم القصبة بقوة كبيرة مسنودة بالمدافع والدوشكات، وحررت باعدرێ وهرب العدو وترك جثث (13) من قتلاه، وأما الوصية الثانية، فها نحن أبناءه سائرون على نهجه، سواء اهتم بنا كما ينبغي أم لا،المجد والخلود للشهداء الثلاثة وكذلك للمرحوم يوسف الترك الذي أصيب أصابة بالغة في المعركة الثانية.


Leave A Comment